mercredi 20 mars 2013

للعين مخرزها



المدينة مثخنة بالتفاصيل والروح عارية
مذ متى وأنا أشتهي أن أعودَ إلى جسدي
وأنامَ على غصن زيتونةِ في العراء كعصفورة زاهدهْ
وتمنّيت أن أصف الراحلين كما رحلوا
غير أنّ ارتكاب القصيدة في ليل بغداد كالموت فيها....
عناق طويل وملحٌ ثقيلٌ على شفةٍ باردهْ
وأخيرا نما البرق تحت الأظافر      
للعينِ مخرزُها
ولها ما تحجّ به الطّيرُ إن عمِيتْ... صبوةُ التّيهِ والنّجمةُ الواعدهْ
وللعين ما ترك النهر في تربة الروح
وحدك يا وارث النار تدري متى تتنزّل ياقوتة الصبحِ
تشرك بالقلب حين يخونُ
وتعرف أنّ الرفاق على موعدٍ خلف ظهركَ
تُدني لهم من بقايا الحنينِ عناقيدَ
لكنهم خلف ظهركَ
ما عاد يفصلهم عن خطوطِ العناقِ سوى طعنةٍ واحدهْ
لم يعد غير لحمك يشبع نمل الخرابِ
فأيّ النّبيئين ياوارث النار أنت؟
تموت فقيرًا إلى حبّةٍ من ترابِ
يتيما إلى أمّةٍ أدمنتْ علبَ اللَّيلِ والخطبَ الفاسدهْ
لا تصدّقْ مواعيدهم ...لا تصدّق .. فللموتِ طعمٌ أخيرُ
 وقد يكذبُ التّائبون وإن صدقوا 
سترى حين تمضي سماء شماريخُها دمُهم
وعرائس من قصبِ الأمنيات العتيقة راحلةً في مواعيدها
تتزيّن للموت كلَّ صباحٍ
وفي اللّيل تخلع أشلاءها الهامدهْ


عبد اللطيف علوي 20 مارس 2003