لفُّوا على عَجَلٍ جسدي
بالعلَمْ ...وأذاعُوا بياناتِهم في
جنازتيَ العسكريّةِ :ماتَ البطَلْ ... ليَحْيَ
البَطلْ .. !!لمْ أقِفْ وقفةً
كالرِّجالِ أمام العدوِّ
ولمْ أشتبِكْ يا رَجُلْ ..فَمنْ ذا أُصالِحْ ..أجلْ لنْ أُصالِحْ ..ولكنّهم صالَحُوا منذُ
ستّينَ عامًا وما مِنْ خَجَلْ ..صارَ لونُ القَرَنْفُلِ
مِصْرائِلِيَّا
وطعمُ السَّفَرْجَلِ
مِصرائِلِيَّا
وريحُ التُّرابِ ونبحُ
الكِلابِ وخفْقُ السّتائرِ في غُرَفِ النّومِ مِصرائِلِيَّا
ولمْ يَبْقَ إلاَّيَ
إلاَّكَ يا ذَا القوافي عَدُوَّ المَصالِحْ ..فمنْ ذا أُصالِحْ ؟؟أنا طائرُ النّحْسِ مازلتُ
أُفْسِدُ أَعيادَكُمْ منذ سبعين عامًاوُلِدتُ على ساعِدِ
الشّوكِ مثل الزُّهورِ
ولي إخوةٌ أَنْكروني
شهادةُ ميلادِنا فوق
أوراقِ كرمَتِنَا وقبورِ أحبّتِنا ..ولكنّهم أنكروني ..
ولي مثلَهُم ما حَكتْهُ
الخِيامُ ..ولي غُصّةٌ لا تنامُ ..ولي مثلهم قَدرٌ مَعْ
رغيفِ الحكومةِ قبل الكرامةِ ،
لي مثلهم فرصةٌ للحياةِ
كزيتونةٍ يافِعَهْولي حُظوةُ الموتِ في
رابعَهْ
ولكنّهم أنكروني ..فمعذرةً للجنودِ
وللرّاقصاتِ الجليلاتِ في حضرةِ الجنرالِ ،
ومعذرةً للمُعزّينَ إن كان
موتيَ أفسد أعيادكُمْ ..هل مددتُ يدي مرّةً
لفُتاتِ موائدِ أمجادِكمْ ؟؟هل تزوّدْتُ من زادِكُمْ
؟؟هل نفثتُ دخان الكوابيسِ
في ليلِ أسيادكمْ ؟؟هل وخزْتُ ضمائركمْ دونَ
قصدٍ وأصبحتُ جلاّدكمْ ؟؟لن أصالحْ . أجلْ لن أصالحَ كُتّابَ عصرِ المماليكِ ،
والشّعراءَ البغايا ،
ونَجْماتِ شاشاتِنا ،
بائعاتِ الهوى والفضيلَهْأجلْ .. لن أصالحْ ..أولئكَ من علّقونا على
حبلِ أفكارهمْ كالذّبائحْومنْ أَهدرُوا دمَنا في
حروب القبيلةِ بينَ الطّبيعةِ والايديولوجيامَنِ استكْثروا في البلادِ
علينا زنازينهم والمنافي ،
وعاشُوا فقط كي نموتَ ...منِ استوطنُوا في الظّلامِ
المقابرَ ، حتّى المقابرَ من بعدِنا والبيُوتَ ..
ومنْ أطفؤوا وجهَ أسماءَ كالحلمِ
في مُخْتلاهُوأسماءُ سرُّ أبيها ..وأسماءُ ليستْ سوى ظبيةٍ
تستدرُّ الينابيعَ خلف خُطاهُ ..وأسماءُ لمْ ترَ وجهًا
لقاتِلِها ، كان من حقِّها أن تراهُ
حتّى الرّمادُ ورائحةُ
اللّحمِ أو لطخةُ الدّمِ فوق الوجوهِ ،مُجرّدُ أقنعةِ مُتْقَنَهْتسقُطُ الأخْوَنَهْفي بلادي تموت الضّمائرُ
في كلّ يومٍ بداء الثّقافةِ أو جرعةٍ في الدّماغِ من الحبر مسمومةٍ ... في بلادي ...نموتُ بتفويضِ عاهرةٍ أو مُحاضِرةٍ
في السياسةِ و السّكْسْولُجْيَا
فقط في بلادي ...ولا يبقى للعسكريّ سوى
الضّغط فوقَ الزّنادِ
فمن ذا أصالحْ ...
أجلْ ... لنْ أصالحْــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عبد اللّطيف علوي