jeudi 10 avril 2014

بلادي قصيدهْ


سَلْ عنِ الأمكِنَهْ ..
ماالّذي قدْ تغيّرَ من طَبْعِها الأمكِنَهْ ؟؟
برُّها ؟ بحرُها ؟
حرُّها ؟ قرُّها ؟
حُلْوُها ؟ ..مُرُّها ؟  ..
ماالّذي قد تغيّرَ من حُزنِها الأمكنَهْ ؟؟
مرَّ عامٌ ، فعامٌ .. وعامُ ..
ولم يبقَ من سَكرةِ العشْقِ ،
أكثرُ من غُصَّةٍ مُزْمِنَهْ ..
شمعتانِ اثنتانِ على صدركِ اليومَ يا بلَدِي ..
ربّما صارَ يكفي ..
هرِمتِ بِنا ، أو هرِمنا - كما قيل يومًا - ..
وأوجَعْتِنا طَربَا ..
سنتانِ اثنتانِ بِأَلْفَيْ سَنَهْ ..
فيهِما قدْ عَشِقْنا النّجومَ ، كما لم نكن قبلَ ذلك نَعْشَقُها
وفهِمنا الحياةَ ، كما لم نكن قبلَ ذلك نفهمُها ..
واكتشفنا حروفًا بأسمائنا .. خارجَ الأبجديّةِ ،
صارتْ حروفُ الهجاءِ حروفَ المديحِ ،
وصارتْ لنا ألسِنَهْ ..
سنتانِ فقطْ كانتا تَكْفِيانِ لِنَعْرَى تمامًا
كَقِدّيسةٍ ماجِنَهْ ..
لم نكن طيّبينَ تمامًا ، كما - قبل ذلكَ - كنّا نظنُّ ..
ولا مؤمِنينَ - مُصادَفَةً - صالحينَ ..
يُؤَرْجِحُنا في الجحيمِ يقينٌ وظَنُّ ..
ولا صِبيةً طائشينَ ..
ولا مُرْسَلينَ على قِبْلَةٍ بيِّنَهْ ..
سلْ عن الأمْكِنَهْ ..
هلْ ترى صورَ الشّهداء على مدخل الكازِنُو ..؟
كيف صارتْ مَداسًا لأحذيةِ المُومساتِ
وصارتْ خيامُ العزاءِ بلادًا وجنْسيّةً …
هل ترى بينَ شيءٍ ولا شيءَ مُتَّسَعًا للحياةِ
ومُعجِزةً مُمْكِنَهْ ؟؟
مُثْقلٌ بجنون السّياسةِ أو صخبِ التّابعينَ
تَطِنُّ الزّنابيرُ في أُذُنيّ نهارًا وليلاَ
تُطارِدني فرقُ الموتِ في كلِّ مُنْعَطَفٍ ..
وأنا في السّياسةِ غِرٌّ غَشيمٌ …
تربّيتُ في زمنِ الأَكرَمَيْنِ ،على خُطبِ الأكرَمَيْنِ ..
مُطرّزةً بالفراغِ
على صورِ الأكرمَيْنِ مُعلّقةً في دِماغي
وصدّقتُ أنّ الطّحالبَ أصلُ الحياةِ
                 وخُبْزُ الجياعِ ..
وأنّ السّلامةَ في بَلدِي مُمْكِنَهْ ..
شرطَ أنْ يقطعَ المرءُ كلَّ أصابِعِهِ ،
لكيْ لا تطولَ وتمتدَّ نحو الأفاعِي ..
وصدّقتُ أنّ النّساءَ يلِدْنَ على رأسِ كلِّ زمانٍ
نبيًّا من الأصفياءِ ،
يقودُ البلادَ إلى شمسِهِ ..
وتدورُ الطّواحينُ في رأسِهِ ..
ويشيخ الزّمانُ ..
يشيخُ على أرضنا كلُّ شيءٍ عَداهُ ..
ويبقى عَفِيًّا
فتيًّا عتِيَّا ..
عليًّا عصِيًّا على رَمْسِهِ ..
وأنا في السّياسةِ غِرٌّ غَشيمٌ …
أصدّقُ مثلَ العجائزِ والصّالحينَ ومن عبدُوا العجل في بلدي
نشرةَ الثّامِنَهْ .!.
ومحاضرَ أقبِيةِ الدّاخليَّةِ
                والنّشرةَ التّربويّةَ ..
                                   واللاّفتاتِ الدّعائيّةَ السّاخِنَهْ ..
وأصدّقُ مثلَ الصّغارِ كلامَ الكبارِ
فأملأُ جيبي وُعودًا ، وقلبي وَعِيدَا ..
وأفرحُ يا بلدي أنّنا ..
عند كلِّ سقوطٍ لنا فيكِ أو نَكْبَةٍ ..
سوف تزدادُ أعيادُنا الوطنيّةُ عيدَا ..
وأحفظُ شعرَ الجنازاتِ في الكتبِ المدرسيّةِ ،
أو في احتفالاتِ حزبِ الرّئيسِ ،
بشعبِ الرّئيسِ ..
مُناشَدَةً للرّئيسِ ..
ليحمي القبيلةَ من كلِّ حرٍّ خسيسِ ..
وأنا في السّياسةِ غِرٌّ غَشيمٌ ...
ولكنّني اليوم لا شأنَ لي بينكمْ ..
لمْ أرَ في جلابيبِكمْ غيرَ وَعْثِ الصّحارى الحزينةِ ،
أو تحت أرجُلِكم غيرَ كُدسٍ من الجثثِ المُتفسِّخةِ المُنْتِنَهْ .
ولا شأنَ لي بالمَعالِي ولا بالمَوَالِي ..
ولا بالأيادي المُخاتِلةِ الوَاهِنَهْ
ولا بالمَسيحِ الشّيوعيّ والجوهرِ الطّبقيِّ لأحزانِنا ،
ولا بالخلافةِ قبلَ الخلافِ ، أوِ الأخْوَنَهْ ..
صرتُ أَعْرِفُكُم قاتِلاً قاتِلاً ، وقتيلاً قتيلاَ ..
أنا يا كرامُ ثقيلُ اللّسانِ ،
ولا أُتْقِنُ الغزلَ الموسمِيَّ على شاشةٍ أو جريدَهْ ..
بلادي قصيدَهْ ..
ولمْ أرَ فيمَنْ أرى بينكم من يَصيدُ القصيدَهْ
وأعرفُ .. ما أكثرَ الشّعراءَ الّذين تغنّوْا بأنهارِها ..
أو بأشجارِها أو بأقمارِها أو بِأقدارِها ..
والّذين تغنَّوْا بأعيادِها
أو بجلاَّدِها أو بأمجادِها رغمَ حُسّادِها..
والّذين عَمُوا عن زهورِ الطّفولةِ تقصفُها الرّيحُ من حولِهِمْ ..
ومَضَوْا يَصِفُونَ البنفسجَ والياسمِينَ ،
وجنّاتِ عَدْنٍ على أرضِها فاتِنَهْ ..
ليس لي يا كرامُ فصاحَتُهُم في المديحِ ،
ولا في التّذلّلِ أو في التّوَسُّلِ بالأدمُعِ الخائِنَهْ ..
أنا يا كِرامُ بلادي قصيدهْ
وعشٌّ حزينٌ على غُصنِ زيتونةٍ في العراء تموتُ وحيدهْ
يُجرّحُنِي عِطْرُها اللّيلكيُّ
إذا لمْ يُضمّخْ شوارِعَها كلَّها والرُّبى والبُيُوتَ البعيدَهْ..
وكاذبَةٌ شمسُها وضُحاهَا ..
إذا لمْ يَرِفَّ لها كلُّ قلبٍ كسيرٍ
ويبتَلَّ من نورها كالغُصُونِ الوليدَهْ
وزائِفةٌ كلُّ أقمارِها المُشتهاةُ وأخبارُها …
كلُّ أعيادِها،
وبطولاتُ أجدادِها،
وملاحمُ أيَّامِهَا الخالِداتِ المَجِيدَهْ
إذا لم يكنْ للمَلاعينِ فيها نصيبُ ..
وللرَّاقِصينَ حُفاةً على الجمرِ أيضًا نصيبُ ..
وللخارجينَ عن اللاّنِظامِ
وللواقفينَ على شُرفَةِ الرّيحِ والموتِ في حبّها كالشّموعِ العنيدَهْ
بلادي قصيدَهْ
ولمْ أرَ فيمَنْ أرى بينكم من يصيدُ القصيدَهْ .


                        عبد اللّطيف علوي / 10 / 12 / 2013

حطب الثّورة


عن دولة ما بعد الإنسان



dimanche 6 avril 2014

ورقتانِ على الطّاولهْ


الآنَ ، بعد سنينَ من عبثِ الحياةِ ،
وألفٍ حملٍ كاذبٍ ..
آن الأوانُ لكي تعودَ إلى سمائِكَ زاحفًا يا ابنَ البلدْ
ما عاد بيتُكَ منْ زُجاجٍ كي تنامَ مُفتَّحَ العينينِ كالسّمكِ الذَّلُولِ ،
ولا رغيفُكَ من ضَريعٍ
كي تجوعَ إلى الأبدْ
الآنَ ، والأبوابُ مُشرعةٌ على كلّ احتمالِ
قدْ تسيرُ لخطوةٍ أو خُطوَتينِ ، وتستديرُ ...
فلا ترى أثرًا لبيتِكَ أو لقبرِكَ في الرّمالِ
قد تحُطُّ على الجبينِ رصاصةٌ  ضلَّتْ طريدتَها
وقدْ تحيا بها زمنًا طويلاً ..
كالّذي جرّبتَ ذُلّهُ ، زاحفًا تحت النّعالِ ..
قد تعيشُ لفرصةٍ أخرى فقطْ ، أو لا تعيشُ ..
لتستردَّ كرامةَ امرأةٍ تُبيحُكَ قلبَها
وتقول : مَهري - إن أردتَ حبيبةً – شرفُ الرّجالِ
قد تهونُ أمام طفلٍ نامَ يومًا فوقَ زندِكَ مُطمئنًّا ،
وهو يحسبُ أنّ عينكَ لن تنامْ
وبأنّها ستظلُّ تحرُسُهُ
من العنقاءِ والظّلّ المُخاتلِ والعناكبِ والظّلامْ
ومن الكوابيسِ اللّعينةِ ،
من عيونِ السّاحراتِ السّاهراتِ على كتابهِ ، خلفَ بابِهِ
تبتغي دمهُ الحرامْ
قد تهونُ أمامَ طفلكَ ، وهو يُمعنُ في السّؤالِ
أوَ لم تقُلْ لي ذاتَ يومٍ :
إنّ سيّدَ قومِهِ من شابَ في طلبِ المُحالِ ؟؟
أوَ لمْ تقلْ لي : إنّني سأصونُ حُلمَكَ يا بنيَّ
ولو تناسلتِ العقاربُ في يديَّ
ولو تعانقتِ الخناجرُ في الحناجرِ ،
أو "تكسّرتِ النّصالُ على النّصالِ ؟؟"
الآنَ والأبوابُ مُشرعةٌ تمامًا ..
آنَ لكْ
أن تقتفي أثرَ الدّماءِ على قميصِكَ ،
سوف ينجو من نجا رغم العواصفِ ،
ثمّ يهلَكُ من هلَكْ ..
ستقولُ : ما دَنتِ البلادُ ونخلُها أبدًا لنا ..
فلأيِّ غايَهْ ؟؟
سوف نحملُها على الأكتافِ مِقْصَلةً ورايَهْ ؟
كلُّ ما فيها علينا يا شقيُّ مُحرَّمُ
حتّى صلاةُ العاشِقينَ ببابِها صارتْ غوايَهْ   
ستقولُ أكثرَ أو أقلَّ ...
وقد أقولُ كما تقولُ وأدَّعي بعضَ البطولَهْ !!
غير أنّي يا صديقي
صرتُ أخجلُ من مواقفِنا الخجولَهْ ..
ليَ زهرتانِ .. وثالِثَهْ ...
وأريدُ أن أحيا ليومٍ ، أحتسي معهنَّ كأسَ الشّايِ دون مرارةٍ
وأقولَ في غدهنَّ شعرًا صرتُ أخجلُ أن أقولَهْ ..
ليَ نحو من أحببتُهُمْ ندَمٌ كثيرٌ ..
واعتذاراتٌ قليلَهْ
هذي البلادُ صغيرةٌ جدًّا كحبّةِ خردَلِ ..
وفقيرةٌ جدًّا .. كقبضةِ مِنجلِ
ومريرةٌ جدًّا ... كجرعةِ حنظلِ 
وحزينةٌ جدّا .. كنايٍ  مُهمَلِ
فلمن سنترُكُها ؟؟
لجلاّدٍ يعودُ اليومَ مسلولَ اللّسانِ  ،
ويرتدي جلدَ الضّحيّهْ ؟؟
لحمامةٍ مَوجوعةٍ ، لمْ تَقْوَ يومًا أن تثورَ
على غريزتِها الغبيَّهْ ؟
لمحاربِ السّامُورايِ يُغْمِدُ في النّهايةِ سيفَهُ في قلبِهِ ،
ويقولُ : عذرًا .. لا وصيَّهْ ؟
لمثقّفِ البترولِ يكتبُ عن حضارتِهِ لحضرتِهِ ،
وعن أرضٍ بلا شعبٍ ، وشعبٍ دونما أرضٍ ،
ويُغلقُ بابَ حجرتِهِ إذا شبَّ الحريقُ لكيْ ينامْ ؟؟
ولمن سنترُكُها ؟؟
لشيخٍ فهلوِيٍّ سوفَ يبقى أينما سرْنا يُطارِدُنا
بمطرقةِ النّظامِ على العظامْ ؟؟..
خلَصَ الكلامْ ..
لم يعُدْ بي رغبةٌ للاستعارةِ والمجازِ ورقصةِ الأوزانِ في بَذَخِ المعاني ..
خلصَ الكلامْ ..
ربّما صارَ الكلامُ – وإنْ أضلَّ – أقلَّ كفرًا ..
من دروسِ الصّمتِ في هذا الزّحامْ ..
خلَصَ الكلامْ ...
                عبد اللّطيف علوي / 6 /4/2014