jeudi 15 août 2013

حطب الثّورة ..




هل جُعتَ يوما ، ثمّ نِمتَ وفي الخيالِ رغيفُ خبزٍ يابسٍ
ومرارةٌ في الحلقِ تأبَى أن تنامْ ؟
هل بِتَّ مقرورا كقطٍّ مُهمَلٍ فوق الرّصيفِ
وأيقَظَتْكَ خطى البغايا والسّكارى في الظّلامْ ؟
هل مرّ عيد وانتظرتَ يدًا تكفكفُ دمْعتَكْ
ثمّ انكفأتَ كما اليتيمُ بدون شكوًى أو ملامْ
هل ذُقتَ يوما ما يكون الانكسارُ ؟
وأنتَ تنظرُ في عيونِ صغاركَ المتكسِّرَهْ
وتقول : يا لَأَبٍ ذليلٍ يا أنا ، ما أَصْغَرَهْ !!
وتُدِيرُ وجهكَ حينَ تَلْقاهمْ ..
وتَبْكي عند أرجلهم إذا ناموا..
 على كَتِفِ اللّيالي الغادِرَهْ
هل هُنتَ يوما في بلادكَ ؟؟
واستباح المُخبرون طريق بيتِكَ ، صدرَ أُمّكَ ،
عُشَّ نجمتِكَ الصّغيرةِ والحَمَامْ ؟؟
هل فتّشوا بينَ الكراريسِ القديمةِ ، والثّيابِ الدّاخليّةِ ،
والخزائنِ والرُّكامْ ؟؟
عن صورةٍ مَحظُورةٍ ، أو نِيَّةٍ مَنْسيَّةٍ ،
أو خيطِ أحلامٍ دفينٍ في التّرابِ أو الغمامْ ؟؟
هلْ عِشتَ عصرَ الخوفِ ، عصرَ الخَطْفِ والتّرويعِ والتّجويعِ
عصرَ الخارجين عن النّظامْ ؟؟
وسقوكَ من كأسِ المذلّةِ مرّةً ..
فبقيتَ تنزفُ ماءَ وجهِكَ ألفَ عامْ
هل طاردتْكَ كلابُ أَمنِ الدّولةِ المُتَحضِّرَهْ ؟؟
وتَربَّصتْ بِمَنِ استجارَكَ أو أجارَكَ أو دعاكَ إلى حديثٍ عابِرٍ
فغدوتَ بين النّاس منبوذًا ذميمًا كالْجُذامْ
هلْ عذّبوكَ و غرّبوكَ وشرّدوك على الخرائطِ كُلِّها
فتركتَ كفَّ حبيبةٍ ممدودةً عبر البحارِ ،
تركتَ أُمًّا خلفَ ظهرِكَ لا تنامْ ؟؟
هل عشتَ حرًّا رغم أوجاعِ الحياةِ ،
ولم تكنْ في السّركِ قِرْدًا جُمهورِيًّا ،
ضيّعُوا منهُ الحياءَ ، وضيّع التّاريخُ ذِكرَهْ
هل ذقتَ من عسلِ الكلامِ الحرّ في زمنِ المحنْ
وشربتَ مرَّهْ
تعالَ إذَنْ ، وحدّثنِي عن الثّورَهْ !!

عبد اللّطيف علوي

                                  

Aucun commentaire: