lundi 18 août 2014

ثورة عبر الصناديق ... / عبد اللطيف علوي

على عكس البعض ، أحسّ بحالة من التّفاؤل الشّديد والثّقة بأنّ الانتخابات القادمة ستكون موجة ثوريّة جديدة فارقة في مسارنا نحو الحلم الدّيموقراطيّ ... لست متفائلا على الأرجح ، بل هو تقدير لواقع جديد لا أرى فيه قوى الارتداد إلاّ في أسوإ حالاتها ، معسكرهم يضيق يوما بعد يوم ، والماء يتسرّب إلى سفينتهم ، فيبادر الكلّ إلى الطّوق وحيدا علّه يبلغ ما يريد ... المال التّجمّعي صار يحارب بعضه بعضا ، تناقضات المكوّن اللقيط تنفجر وتطفو على السّطح بينهم بمجرّد الوصول إلى لحظة التفكير في اقتسام الغنائم ( وهي مازالت افتراضيّة ..) تحالفات الانقلابيين تتفتّت أفقيّا وعموديّا ، وهي لا يمكن أن تعود إلى نقطة انطلاقها أبدا ، أوّلا بسبب تضارب مصالحها في المرحلة القادمة ، وثانيا لأنّ الوضع الّذي كانت تقتات منه قد انتهى ( غياب المؤسسات والدستور والوضع الانتقالي الهش و طبيعة السلطة المؤقتة .. ) مع رجوع طرديّ لأمل الرّبيع العربيّ انطلاقا من غزّة ( وحتّى من مصر بحكم استمرار المأزق الانقلابي في إعدام الثورة وفي تحسين شروط المعيش المصريّ ) مع بوادر صحوة ثورية في ليبيا تحسم الأمور مع انتخاب أردوغان وتثبيت النموذج التركي 
من جهة ثانية لدينا قاعدة تزداد اتساعا من القوى التي ترى في الثورة مصلحة وطنية  ، صرنا نتكلم عن إمكانية تحالف واسع بعد الانتخابات بين النهضة والمؤتمر ووفاء والتحالف والتيار وبعض من التكتل وحتى الجمهوري الّذي جرّب الجحر التّجمّعي فلم يجد فيه شهدا ولا عسلا ...
أكثر من ذلك ، المرزوقي في وضع جيّد جدّا في سباق الرّئاسة ، فإضافة إلى شعبيّته المتصاعدة في أوساطه التقليدية ، هناك توجّه ساحق من كلّ قواعد النهضة إلى انتخابه ، وهذا يرجّح الكفّة دون شكّ ...
لقد نجحنا في تونس في أن نجرّ قوى الاستبداد إلى المعركة الّتي لا تنتصر فيها أبدا ، معركة الإرادة الشعبية عبر الصّناديق ، وأيّ كلام هنا عن المال السياسي هو كلام مبالغ فيه ، لأنهم جربوه في المرة السابقة ، ولم يثمر ... التونسي يبيع القرد ويضحك على من يشتريه ... عندما يدخل إلى الخلوة ، لن يتذكّر حلوى العيد ..
ملخّص الحال أنّنا لسنا في موقع ضعف أبدا ... على العكس من ذلك تماما ، لقد ربحت قوى الثورة الكثير من المعارك المصيريّة ، وتجاوزت بحارا وأهوالا ... كلّ محاولات الإرباك التي يقومون بها تدلّ على أنّهم يخسرون المعركة ، 
يوم 26 أكتوبر سيكون موجة ثوريّة جديدة ، تكنس تجّار الدّم و أزلام النظام المقبور ، ثورة عبر الصناديق ...
لا يوجد من يتكهّن بالمستقبل ... إلاّ الّذين يصنعونه 
ونحن قادرون ، لسنا ضعفاء أبدا ، ولن نكون ضحايا أبدا بعد كلّ الّذي كان ...
ـــــــــــــــــــ عبد اللّطيف علوي ــــــــــــــ

Aucun commentaire: