dimanche 3 août 2014

غزّة تفتح الأفق .. من جديد ..


أذكر أوّل ردود الفعل على الثورة التونسية ، يوم 14 جانفي ... كانت هناك ردود فعل كثيرة ، بعضها صادق ومبدئيّ ، وبعضها انتهازيّ ومخاتل للحظة الربكة التي أصابت العالم يومها ( نتذكر موقف أوباما الذي وقف ومعه الكنغرس تحية للثورة التونسية ، لكنه بعد ذلك استعاد بوصلة المنطق الإمبريالي في السياسة الأمريكية تجاه الربيع العربيّ ..) 
أكثر موقف بقي عالقا في ذهني من تلك الأيّام ، عبارة وردت على لسان المفكر العربيّ عزمي بشارة ، عندما سألته مذيعة الجزيرة ما هي قيمة هذا الحدث بالنسبة إليك ؟ أتذكّر قوله يومها : قيمتها الكبرى أنّها فتحت الأفق ... 
نعم ... ذاك هو فضل الثورة التونسية أنها فتحت الأفق ، أمام واقع عربي جديد بعد عقود من الانسداد الكامل أمام كلّ قوى الفعل والتغيير ، والفشل العربيّ المزمن في مواجهة أمراضه الدّاخلية ، وعدوّه الخارجيّ ...
لكنّ تحالف الثورة المضادّة عاد بأقصى ما يمكن من العنف والدموية والاستلاب ليغلق هذا الأفق مجدّدا ويختمه بالشّمع الأحمر و يضع آلاف الأقفال على بوابة هذا المشروع نهائيّا ، فعدنا - أو كدنا - مرة أخرى إلى حالة الانسداد ... انسداد الأفق ...
ما فعلته غزّة اليوم أنّها أعادت فتح الأفق من جديد ... غزة هي انطلاق للربيع العربي من جديد ، وولادة ثانية له ، بعد ولادة 14 جانفي ... غزة تفتح الأفق من جديد وتقول للإنسان العربيّ : مازال مصيرك بين يديك ، وسيبقى ... إن كنت حقّا - لا مجازًا - تريد ذلك ، ولو تحالف ضدّك كلّ جنود السماء والأرض ... مازال مصيرك بين يديك 
ـــــــــــــــــــــ عبد اللّطيف علوي ـــــــــــــــــــ

Aucun commentaire: