dimanche 3 août 2014

إسرائيل ... والأهداف الثّلاثة

حروب إسرائيل ضدّ العرب ، أو ضدّ من ادّعى حربها من العرب ، مرّت  بثلاثة أهداف استراتيجيّة ، تتماشى مع كلّ مرحلة ..
1) سنة 48 كان الهدف الاستراتيجيّ كسب المجال ، وإحلال المشروع على الأرض وجعله حقيقة ميدانية وواقعا مفروضا ... ونجحت في ذلك 
2 ) سنة 67 و73 كان الهدف الاستراتيجي الأول : كسب الشرعية و انتزاع الاعتراف الإقليميّ ... فلو أرادت إسرائيل في هاتين الحالتين المزيد من الأرض لاستطاعت ، وربما كانت الآن  بعض العواصم  تحت الاحتلال المباشر ( لا يجب أن ننسى أنّ القوات الصهيونية سنة 73 توقفت على بعد 91 كم من القاهرة ... هذا تذكير للّذين مازالوا يؤمنون بأكذوبة النصر المظفر في تلك الحرب ..) ومرّة أخرى تحقّق الهدف الاستراتيجي الثاني ، بالوصول إلى كامب ديفيد سنة 79 ، وبفتح أبواب التطبيع على مصراعيها إلى حدود أوسلو ، وبدء مسار تصفية القضيّة الفلسطينية على أساس التسوية 
3) الهدف الثالث بدأ الاشتغال عليه منذ حرب 82 وما تلاها .. 2006 وحروب غزّة المتتابعة ( يمكن اعتبارها معارك داخل حرب واحدة ... لكن ليس هذا هو المهمّ الآن ) 
الهدف الثالث هو تثبيت أسطورة الرّدع الإسرائيلية ، لضمان أن لا تتكرر مثل تلك الحروب النظامية الأولى ... وهنا ... كان الفشل الذّريع ... في جنوب لبنان وفي غزة 
الصهاينة يعرفون أنه لا قيمة تاريخية على المدى البعيد ، للهدفين الأول والثاني ، مالم يتحقق الهدف الثالث ، ولذلك سوف يذهبون إلى أقصى درجات التّوحّش لكي لا يسقط هذا الهدف ... ( أو ليقنعوا جمهورهم أنه لم يسقط ..) لكنّ الأمر قد قضي .
مشكلة الهدف الثالث أنه ليس موضوعيّا ، بالمعنى العسكريّ ، هو هدف لا يتحقق إلاّ من خلال صراع الإرادات ، وهنا يأتي التّفوّق الباهر للنموذج الجديد من الإنسان الفلسطيني اللبناني المقاوم / العربي لاحقا ... 
ثمّة حقيقتان لا يجب نسيانهما أبدا :
الأولى أنّه في أيّ حرب ، لا يمكن إعلان الانتصار إلاّ في إحدى حالتين : القضاء على عدوّك تماما ، أو إقراره بالهزيمة ... مادام عدوك لم يقرّ بهزيمته ولم يعترف لك بالنصر ، فلن تستطيع مهما فعلت أن تنتزع منه ماتريد ، لغير رجعة... إسرائيل لم تستطع ، ولن تستطيع إبادة أعدائها الّذين يحيطون بها في دوائر متتالية : فلسطينية ، عربية إقليمية ، عربية قومية ،..
كما أنّها لم ولن تستطيع انتزاع التسليم بالهزيمة والاعتراف بانتصاراتها مهما أوغلت في التقتيل واستفرغت كلّ ما في جعبتها من فاشية وفرانكشتاينية ..
ماذا يبقى إذن ؟؟
يبقى المفعول الارتدادي لسقوط الهدف الاستراتيجي الثالث .. كثيرون آمنوا بذلك ، واليوم يؤمنون به أكثر من أيّ وقت مضى ... 
ـــــــــــــــــ عبد اللطيف علوي ـــــــــــــــــــ

Aucun commentaire: